الثلاثاء، 2 يونيو 2015

صخور

ثلاث صخرات عنيدات من صخور الجبل دخلن في رهان .. أيهن أضوأ سطحًا و أبهى لمعةً و أنقى معدنًا ؟
و حكّموا أحد المارة في الخلاء .. من الجن السعاة ، المكلفين بنقل الماء إلى قمة الجبل الخرافي المتوحد الذي يشق السماء ، و يتعمّم بالسحاب ..

قبل الجنّي المهمة ..
تأمل الصخرة الأولى .. خطفت بصره بلمعتها ، تدحرجت تحت الشمس فتلألأت قشرتها بلون الذهب المحرم .. و هتفت: "أنا الذهب و الشمس ، أنا الصحراء و الجبال و الأنجم"
ثم تأمل الثانية .. برقت و لمعت .. تزجّجَت و تفضّأت .. تكسّرت عليها الأشعة ، و هرب من سطحها الضوء .. حتى بدت بيضاء من غير سوء .. وهتفت: "أنا الفضة و الماء و الكويكبات ، أنا القمر و الليل و النبع الأزلي"
ثم تأمل الثالثة .. كمداء باهتة .. استعارت لون التراب و ملمس الحصى .. مهملة متعبة .. لم تنبس بكلمة .. سألها :" و أنت ؟ ما أنت ؟"
قالت : " ربّي الله" .. و أشعّت بالنور الإلهي .. فانطفأت الصخرتان الأخريان .. و تهاوت السماء وذابت .. و اشتعل الجني .. و اهتز الجبل الخرافي و ارتجف .. ثم تشقق و انفجر .. و تناثر ترابًا في الفراغ ..

هناك تعليقان (2):