الأحد، 17 سبتمبر 2017

إلى عيسى .. يجده بخير .. في مكان ما ..



كيف الحال و الأحوال في هذه الفترة الطويلة التي لم نركم فيها .. نحن بخير و لاتنقصنا سوى رؤياكم الغالية .. لو تجاوزنا عن بعض الأحداث السطحية عديمة الأهمية، فكل شيء كما تركته تقريبًا .. استيقظت فجأة قبل يومين في الثانية صباحًا -و هو أمر معتاد بالطبع .. و لم أستطع النوم مرة أخرى - و هو أمر أكثر اعتيادًا .. لكن قلبي كان أجوفًا و روحي متخمة بشعور ثقيل كهواء البحر .. و خطر لي فجأة، و دون سبب واضح، أن علي أن أكتب لك شيئًا ما .. تبدو المدونة مكانًا جيدًا .. بعيدًا و باردًا .. لن يقرأ هذا الكلام أحد في الغالب .. و هو ما أجده مناسبًا .. أعلم بالطبع أنك ستجد الأمر برمته مثيرًا للسخرية .. لكنك تعلم أيضًا أني لا اهتم لرأيك كثيرًا كما أخبرتك مرارًا .. كنا نخوض معركة شرسة في طرف الكلية بسبب مباراة كرة قدم بلهاء كالعادة .. فجأة رأيتك تتقدم من بعيد .. ترمق المتعاركين باستغراب .. ثم تخلع قميصك بهدوء .. تضعه على البينش بعناية .. ثم تقفز وسط المعركة و تبدأ في توجيه اللكمات دون أن تسأل حتى عن السبب .. في الحقيقة لا أظن أنك تعلم ما حدث حتى الآن .. تبدو القصص من هذا النوع مختلقة دائمًا .. لكني أظنها تلخيصًا دقيقًا لحياتك .. سأخوض معك المعركة أولًا ثم أسأل عن السبب .. أو لا أسأل أصلًا .. يمكنني الإستمرار في الكتابة .. لكن في الحقيقة كل ما أقوله هنا لا معنى له كما تعلم .. على كل حال اكتشفت صباحًا أن تلك الليلة توافق تاريخ رحيلك .. تبدو هذه أيضًا قصة مختلقة و مثيرة للسخرية .. يبدو أن الطبيعة تحاكي الفنان فعلًا، و تسخر منه .. أظن أن الشيء الوحيد الممكن، بعد كل هذه الأسطر .. هو أن أعترف أني حزين حقًا، و أفتقدك بشدة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق